Al-Qabas Commentary
فيصل المطوع: نحن على شفا هاوية .. وعمك أصمخ
من الصعب جدا تحديد المدة التي ستنتهي فيها الازمة المالية العالمية، اما بالنسبة للازمة المحلية كويتيا، فيمكن القول ان التداعيات التي نراها ليس لها علاقة بالازمة المالية العالمية، وانما هي نتيجة ازمات داخلية متتالية بامتياز، فلدينا ازمة سياسية وازمة ادارة وازمة قرار وازمة تشريع وازمة تنفيذ، كما لدينا ايضا اهمال منقطع النظير في جميع المجالات، قلما نجد مثيلا له في العالم لذلك الازمة مستمرة فصولا، لان دول العالم المتحضر دائما تضع الاقتصاد في اولى اولوياتها، اما حكوماتنا فالاقتصاد في مؤخرة اهتماماتها، فمعظم حكومات العالم اقترضت واستدانت ووضعت ميزانيات تحفيزية ضخمة لمعالجة الازمة العالمية في دولها، حيث بلغ مجموع ما خصصته دول مجموعة العشرين على سبيل المثال لدعم القطاع المالي والقطاعات الأخرى ما يقارب 12 تريليون دولار أميركي، بحسب إحصائيات صندوق النقد الدولي!
يقارب من 300 مليار دولار من الفوائض المالية، ورغم ذلك، فإن الكويت تعتبر من الأكثر تأثراً بالأزمة وتداعياتها بين دول المنطقة!
من مظاهر استمرارية الأزمة اننا في الكويت، رغم تخمة الفوائض المالية المكدسة في البنوك الأجنبية، ورغم عدم وجود أي ديون تذكر على الدولة، قمنا بتخفيض الإنفاق الرأسمالي، وتوقيف خطة التنمية وامتنعنا عن وضع اي ميزانيات تحفيزية لتنشيط الوضع الاقتصادي مما أدى الى مزيد من تأزم الوضع الداخلي وانحداره، واستمرار مسلسل التخبط والاهمال الحكومي او ربما التقصد في عدم معالجة التداعيات الكارثية على الوضع الاقتصادي المحلي، من خلال سياسة «عمك أصمخ»، ومن تجاهل الحكومة لكل النصائح التي تقدمت بها معظم المؤسسات المحلية والدولية من أجل معالجة الوضع الاقتصادي، حتى أصبحنا على شفا هاوية، أو نكاد، لا نعرف متى السقوط فيها. وسيكون لهذا التأخير تكلفة كبيرة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد لا نستطيع تحمل تبعاتها، لاستمرارية الأزمة هل من مجيب؟ أو ما فيش فايدة؟!
- 0 Comment